الدكتور نزار باهبري لـ”أصداء الخليج” رسالة أمي في تخرجي “أعتبر المرضى أهلك وأعز غالي” ودعوات المجتمع وأنا بالعناية المركزة أبهجتني وسبب شفائي بعد الله
تعليقات : 0
أصداء الخليج
حوار : نوره محمد بابعير :
الطب من المهن المرتبطة بالإنسانية ، و تحتاج إلى دقة عالية في إتقان عملها كل طبيب يمثل إنسانيته و كل مريض يمثل مدى ارتياحه له ، الطب يعتبر مجهر المعرفة في حياة الإنسان كلما توسع توسعت دائرة الأطباء معها و تظل المعرفة هي النور الدائم للأيدي الناعمة في كل مجال يخص الطب .
الدكتور نزار باهبري غني بالمعرفة الطبية والسيرة الذهبية و العطاء المزهر والبقاء الطيب ، هكذا عرف عن نفسه ” إنسان أصبح طبيب بفضل الله إستشاري أمراض البوادر الأمريكية والكندية باطنية ومعدية ، أحب مرضاي لأنهم أهلي مدير الجمعية السعودية للأمراض المعدية بجدة .
السيرة إنسان مكافح
كل إنسان يخلق حكايته بأفعاله ، تحدثت عن تجربتك في الدراسة وكيف كانت سيئة و وقّعت في نقطة الفشل لكنها كانت دافع عظيم في تغيير دكتور نزار باهبري تحدث عن هذه النقطة كيف يقدر الإنسان يستعيد قواه ما دام رغبته تحاصره ؟
الحقيقة هذه وحده من أكبر التجارب في حياتي أي شخص ما يحقق مبتغاه أو فشل فيه لابد من أول شيء يتعلم أنه لا يفشل لأنه هو غبي أو يهرب لأنه يظن هذا التخصص ما هو تخصصه ، لابد أول شيء يفهم أن عدم النجاح مقرون بأنك ما تملك أدوات النجاح وليس المشكلة في الغباء ، لازم يفهم أنه ما عنده الأدوات الممكنة في تقدير نجاحه مثل وحده من أهم الأدوات كنت أفتقدها اللغة الإنجليزية ما كانت للغويتي فيها قوية كنت أقدر أحفظ الكلمات لان لغتي ضعيفة ما أخذت دورات كيف أتعلم أو أحفظها واكتشفت بعدها في مهارات كيف تحفظ و كيف تخلص بيدك حتى تحفظها بشكل أسرع ،ومن بعض الأشياء تعلمتها ما كنت أملك أدوات ما عندي ثقة في نفسي كنت انا شخص ما أقدر أنجح في كلية الطب وهذا الوضع يزداد سواءً ودائمًا الفشل قسمين الأولى تفقد ثقتك في نفسك والثانية ما تملك الأدوات التي قدرت بإذن من الله أني تفوقت عليها و تفوقت على كل الصعوبات التي وجهتها ، من أكبر الصعوبات التي واجهتني كنت في قصتي أني كنت عارف أني أنا أفضل ما كان وضعي فيه كنت ما أقدر أقوله للناس لكن إحساسي بيقيني الداخلي جعلني اطور من نفسي وادخل حوالي ١٩ دورة حتى أطور من الأدوات التي بقدرتي لها إستطعت أن أنجح ولله الحمد .
الأخطاء الجيدة قد تكون صائبة ، ماهي أكثر الأخطاء التي واجهتها وتعلمت منها طريقك الصائب ؟
الأخطاء الجيدة قد تكون صائبة من أكثر الأخطاء التي وجهتها تعلمت منها أن كثرة قدرتي على تحمل الكلام غير الجيد قدر ما تلقيته من الناس كانوا يقولون لن أصبح طبيب ناجح باي حال من الأحوال مثلًا كنت أتعلم أني أقيم كل شيء لو كانوا يقولون أني غير ناجح كنت أبحث عنه ، اتسأل هل كلامها صحيح هنا أبحث عن النجاح و الشطارة ، ما كنت أقدر اخليهم يدمروني اسوء ما يفعله الشخص الذي يسعى للنجاح أنه يستمع لكلام الناس ويتأثر به لدرجة انه يصدق كل ما يقال عنه ، مثلًا الأب إذا قال عن أبنه غير صالح للدراسة الابن راح يصدق هذا الكلام من كثر ما يذكرها الأب يصبح الابن عاجز عن التدريس و نفس الشيء الاب إذا قال عن أبنه صالح للدراسة هنا الابن راح يصدق هذا الآمر كذلك يمكن في ناس تصادفك وتنتقدك بنية حسنة وانت تصدقهم في نقدك أو يحبطوك وانت تظل مصدقهم وهذه من أهم الأشياء أنصح فيها أنك تبتعد عن الوقوع فيها . ومن ضمن الأشياء تعلمتها لتنجح فيها أنك تغير الكلية التي تدرس فيها أو تغير محيطك أو المدينة من يوم ما يحالفك النجاح، الجلوس في نفس المكان قد يخليك بنفس الشكل الانسان اذا راح مكان جديد يتغير كل شيء حتى النفسية تتغير وتنجح في مكان آخر لان لا احد يعرف وقتها لكن انت أحيت تحدي جديد بداخلك يدفعك للنجاح . وهذه من أهم النقاط احب التركيز عليها .
قالتها هكذا ، المرضى هم أهلك ، تحدث عن هذه النصيحة في العديد من القاءات، كيف كان أثرها عميق في جدية دكتور نزار باهبري لها ؟
الحقيقة هذه كلمة كتبتها أمي يوم تخرجت أعتبر المرضى أهلك ومن أعز غالي أو حبيب والنصيحة فرقت بالنسبة لي كثير أن كل أشوف مريض أعتبره أهلي أنت تفرق معاك كطبيب تشوف الناس ، ترى أهلك يشتكي من تعب وانت تحتاج توصف له مضاد من كثر خوفك على أهلك تسال وتتأكد من ناس اخبر منك وتتأكد من الكتاب أن هذه الوصفة و الجرعة صح ومن خوفك عليهم يصير كل هذا قبل ماتوصفها هذا الشيء ساعدني كطبيب باطني مرة ناجح ومستشاري أمراض معدية أني دائما أستشير ومنهم أخبر مني وأرجع للكتب لأني ما أعتمد على ذاكرتي دائماً أفتح الكتب حتى أتأكد من جرعة الأدوية خوفاً عليهم ، ودائمًا أقول الصدق معاهم كأنهم أهلي حتى لو المريض ليس قادر يطبق الموضوع أساعده حتى أقنعه ويأخذ العلاج وربي يكتب لهم الشفاء و العافية .
التجربة رفيقة المعرفة
كل مهنة لديها مسؤولية خاصة في آدائها ؟ من خلال الطب ما المسؤوليات آلتي اكتسبتها منه ؟
والله في الطب في مسؤوليات كثيرة ، المسؤولية الأولى أن لازم تعتبر أنك الطب أكبر منك ولازم تحاول أنك تحضر مؤتمرات جديدة سنوية حتى تقدر تتطور معلوماتك ولأن الطب دائمًا متغير ، ومن ضمن المسؤوليات أنك تدرس ، كل ما درسته للأصغر منك من الأطباء حتى يركز العلم عندك ، وأنك تعمل بروح الفريق لما تكون واقف على المرضى دائماً خلي الأطباء يعملوا معاك حتى وإن كانوا صغار لان دائمًا يشوفوا الأشياء التي ممكن ما تنتبه لها من الأخطاء التي تحصل بدون قصد منك دائما أجعلهم يقيموني لأن هذه روح إنسان .
التجربة معرفة ؟ تجربتك كطبيب مع مرضى ، هل ساهمت في بناء شخصيتك ؟
تعلمت من المرضى أشياء مرة كثيرة ، تعلمت منهم أن يكون عندهم نفس المرض لكن ما عندهم نفس الفهم مثلًا قد يكون عندهم التهابات بولية وما أقدر اشرحها للمريض وللمرضى بنفس الطريقة لابد من الاختلاف كل مريض اشرحها له بالطريقة المناسبة له ، خطأ كبير أني أعملهم معاملة واحد كل مريض يحتاج لفهم المعلومة بنفس مستواه للتفهم لها ، تعلمت أني أطالع في المريض واسمع وأتفاعل معه لإن أيمان المرضى بي كطبيب جيد يسهل لهم أخذ العلاجات ، تعلمت منهم الصبر إذا علمتهم في خبر سيء وأشوف صبرهم فيه أتمنى من الله أن يعطيني صبر نفسهم ، تعلمت أن المرضى إذا بذلت جهدك وأخطأت في حقهم خطأً غير مقصود يسامحوك تعلمت التسامح منهم ، وأن ليس كل شيء نراه سيء في الموت أحيانا يكون المرض عندهم حياة ثانية ونعمة من الله ، بعضهم إذا جاءتهم حالة الوفاء يحبوا يكونوا حول أهاليهم ما يحبوا يبعدون عنهم يحسوا براحة مرة كنت مصر على مريض يكون في العناية وهو كان يطلب أنه يكون مع أهله وهذه آول مرة أصادف الموقف ومن بعدها صرت أحترم رغبت المريض وطلباته .
العطاء ثمرة الإنسان ؟ مهنة الطب ثمرة دائمة يحتاجها الإنسان، تحدث عن مدى علاقة الطبيب بالإنسانية و ما مدى تأثيرها في مسيرته الحياتية ؟
الطب روح الإنسانية مافي مهنة أنك تحس وأنت تعمل فيها كأنك تعمل في الجنة ، تشوف فضل الله على الإنسان هذه النعمة كبيرة وكيف أكرمه بهذا الجسم ، يمكن أنت تشوف الناس كثار يعيشوا خارج المستشفى وتعتقد أن حياتك دائما صعبه ، كل ما أخبرك به أنك تجلس أمام غرفة الأشعة وقتها راح تشوف المرضى الخارجة منها سواءً عملية أو فقد إحدى أعضائها راح افهم أنك انت في نعمة كبير كل مصائبك تهون إذا وقفت أمام صحتك .
دائمًا انــا اشوف أن أكبر نعمة أنعمها الله على الإنسان هي صحته .
التغير مؤشرات دائمة لندرك مستوى تغيراتنا ؟ تحدث عن تغيراتك المهنية ومناصبك المستحقة من خلال خطواتك لها ؟
أول تغير في حياتي في تغيرات المهنة كأن أول ما كنت مسؤول عن الأطباء المتدربين بجامعة بريتش كولومبيا في كندا علمتني كيف أنظم وقتي وكيف العطاء في التعليم للآخرين هو أكبر سبيل في العطاء ، لتكون طبيب ناجح علمتني القيادة للمتدربين كيف أقدر أحث الصغار بأنهم يحققوا أهدافهم وينجحوا فيها ، بعدها بمرحلة الثانية تقلد الإشراف على التدريب الطبي في مستشفى دكتور سليمان فقيه كان ما عندهم أي تدريب طبي و برامج طبية لهيئة التخصصات بدأنا مع بعض تعلَّمت كيف أبني برامج طبية كان لها أثر كبير في تدريسهم يكوّنوا لي معينين أمام الله أمام المرضى التي تعالج من ما تعلموا مني .
منصبي كرئيس الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة والأمراض المعدية في جدة علمتني كيف أشارك المعلومة في التواصل الإجتماعي وكيف يتم تطوير المجتمع بنشر المعلومات ، المرحلة الثالثة كانت قيادتي كمدير طبي في مستشفى الدكتور سمير عباس علمتني القيادة كثير أشياء أني كيف أُدير فِيهَا المستشفى و أقدر أحسن الخدمة تجاه المرضى بقل المشاكل التي ممكن تحدث معهم .
النجاح رغبة كل إنسان ، لكن الرغبة لوحدها غير كافية لتحقيقه ، ماذا يحتاج الطب حتى ينجح الطبيب مع مرضاه ؟
أول شيء يحتاجه الطبيب إحترام المرضى والتعامل معهم بالطريقة البسيطة ، أنه يحضر مؤتمرات حتى يطور من عمله ، دائمًا يستخدم الكتاب إلكترونيا الموجود بجواله يتأكد من معلوماته ، أنه ما يكذب على المريض يخبره بالحقيقة ، أنه قبل ما يقدم النصائح للمريض يتأكد من فهم المريض حتى يقدر يوجهه بالطريقة الصحيحة .
حديث في خلاصة طبيب
كل إنسان له زاويتين ، وانت شخصية مرت بالفشل و بالنجاح ثم أصبحت قائد في توعية الناس وتأثيرك حاضر ومؤثر ، تحدث عن فكرتك إتجاه التوعيات والإرشادات للناس عامةً و للأطباء خاصةً ؟
حقيقةً توعية المجتمع من أفضل الأشياء التي عملتها في حياتي لأن توعية المجتمع عن طريق التواصل الإجتماعي تقدر تخدمك وتوصلك للمجموعة كبير من الناس ، يمكن ما تصادفها في عيادتك على مدار السنين لكن فيديو في اليوتيوب منك يوصل إلى أنحاء متفرقة من العالم العربي أنت ما تقدر توصلهم بأي حال من الأحوال .
هذه المعلومة أنت تقولها في التواصل الإجتماعي قد يحتاجها أحد من المرضى في نصف الليل أو الساعة الثالثه فجراً وهو محتار فيما واجه من تحاليل أو خبر يجعله يبحث عن حل حتى يتلقى هذه المعلومة وتخفف عنه ويعلم من بعدها إلى أي طبيب يتوجه ، توعية المجتمع وأنا كنت في العناية المركزة أن المجتمع كان يذكرني بدعواته ، ولعل دعوة منهم ساهمت في شفائي .
أما توعية الأطباء الصغار وتوجيههم هذه شفاعة كبيرة نظرًا لكل علم يفعلونه ويقدروا يتعلموا منك ينعكس على حياتهم إذا كبروا يتعاملوا به مع مرضاهم والله كريم كل مــا علمتهم فيه يكون اجره عليه و على أمي وآبي بأذن الله .
الحياة حكمة وعبر ، من خلال مهنتك في الطب ماهي حكمتك الأولى و ماهي عبرتك الأخيرة التي اكتسبتها منه ؟
يمكن حكمتي الأولى التي تعلمتها أن مهنتي كطبيب لا يوجد نجاح دائم أو فشل دائم وهذا الجد وقد حصل معي مئة بالمئة ومن يومها تعتقد أنك ناجح حتى يأتيك مريض يعلمك أنك ما تعرف أي حاجة ، تعلمت أن الأشياء التي تفشل فقط قد تعطينا دافع قوي أننا غدًا نقوى ونقف مجددًا ، ونكن بأحسن حال ، وبالتالي قد يكون شيء مهم جدًا ، حكمتي الأخيرة من الطب إذا شعرت بالملل من منصب طبي لا تستمر به لأن راح يضعف عطائك ويكون سيء والمفروض أنك تغير المكان أو المنصب تتعلم شهادة جديدة أو تعليم جديدة يساعدك في حياتك يخليك تتحدى نفسك وتنجز بدلا من أنك تشعر بالملل التي ممكن يأثر على مرضاك .
العمل رسالة الإنسان في الحياة ما هي رسالة دكتور نزار باهبري في الطب ؟
رسالتي في الطب بكل بساطة عامل مرضاك كأنهم أهلك حتى تعمل من قلبك ، وعلم من هم أصغر منك حتى يكونوا لك شفاعة في خدمة مرضاهم ليوم القيامة .
أذكر شيء مهم بالنسبة لذاكرتك ومازل دائم يحضرك في مجال الطب ؟
لا يوجد أي وظيفة في الحياة يمكن أن تشكر مع أنك خسرت النجاح إلا في الطب ، أن دائمًا أقول إذا كنت طبيب إنسان وقدرت تعمل عملك هذه من أعظم الشهادات ممكن تحصل عليها في حياتك ، أن أهل مريض بعد ما يتوفى مريضهم يرسلون لك رسالة يقولون فيها أنه هو توفى وهو راضي عنك ، أو الله يسعدك صح هو توفى لكن نحن نعرف حجم التعب التي تعبته من أجله ، أو يرسلون لك درع بعد ما توفى مريضهم ليتشكروك على مجهودك .
لا يوجد وظيفة في الحياة كلها تشكر مع أنك خسرت كمهنة الطب هي أعظم مهنة .