راشد محمد الفوزان
دائما أعجز عن تحديد نسبة البطالة “بدقة” متناهية، وهي التي يفترض أن تنشر من وزارة “العمل” أو “وزارة التخطيط والاقتصاد الوطني”، ولكن لليوم لا نجد رقماً واضحاً لا لبس فيه والبطالة أنواع، بطالة حقيقة لا يجدون عملاً، وبطالة من يجدون عملاً ويرفضون العمل المعروض، وبطالة من يرفضون العمل بكل صنوفه ويريدون تعويضات كراتب “حافز”. فالبطالة هي ليست نوعاً واحداً، فعن أي بطالة تتحدث وزارة العمل أو وزارة التخطيط.. فالبطالة “كلمة” عامة واسعة، ومن الخطأ أن نقول بطالة ونسكت، بل يجب أن نفصل عن أي بطالة تتحدثون عنها؟؟ وتقديري الشخصي أن البطالة يجب أن تقسم “رجال -نساء” فالرجال يحصلون على كل الفرص، ويمكن للرجل بأبسط حل للبطالة يمارس البيع بأي رصيف أو شارع، أو يقود سيارة “تاكسي” وهي الحل الأول للعاطلين بكل بلاد العالم، أو بائع تجزئة بأي تجارة، فهل النساء يحصلن على هذه الفرص؟ بالطبع لا. إذاً لما تدمج عملية الإحصاء للبطالة ويجب أن نقول الكلمة المملة وهي “الخصوصية” أن البطالة في قياس العالم لا يجب أن يطبق لدينا، ففرص عمل المرأة هنا ضعيفة ومتدنية وليست عادلة أو منصفة.
أولاً لنتفق على إحصاء دقيق للبطالة، الرجال كم ونسبها ثم النساء ونسبها، ووفق الذي وضعنا من تصنيفات وهذا مهم، ومنها ننطلق للحلول ولكن ما يحدث الآن من تشتت في الإحصاءات والأرقام يضع الحلول غير واردة أو ممكنة أو صحيحة وهنا يجب أن نتوقف ونعمل في هذا السياق وهي الحلول الصحيحة بالإحصاء الصحيح، مع مراعاة أن بطالة النساء أشد وطأة وألماً ومصاعب، فهي تعاني الكثير ويكفي القول إنها “غير عادلة” الفرص مع الرجل، ويمكن لي القول حد الإجحاف والقسوة، فهي تعاني الكثير من ضعف فرص العمل، وتدني مستويات دعم عمل المرأة “كوسيلة النقل” وغيره، يجب أن توضع استراتيجية وطنية لحل مشكلة “بطالة وعطالة” المرأة لدينا، فهي تصل حد نسبة 35% من البطالة هل يوجد بلد في هذا العالم تصل بطالة المرأة بهذه النسب؟ أشك أن نجد هذه النسب العالية والقاسية والأسباب؟ كثيرة تبدأ من المنزل والمجتمع وكل الظروف المحطية، فهي ليست لسبب واحد ولن يستقيم الوضع “بقرارات” وزارية لتنتهي البطالة النسائية خاصة، ولن تنتهي لسبب وجود وظائف في وزارتي الصحة والتعليم المستقطبة لتوظيف المرأة، الحلول بخطة وطنية شاملة، لعل أهمها “توعية المجتمع” بأهمية عمل المرأة وقبولها، قبل رفضها وهي لم تبدأ.