لايجب الخلط بين «صناديق تمويل» و»بنوك تمويل»، فالصناديق قد تكون حكومية أو خيرية، والبنوك «عدى المركزية» ليست حكومية كنظام مالي في هذا العالم. النظرية تقوم على أن التمويل إذا اعتمد على مصدر حكومي فقط فهو سيكون مصيرة البطء أو الفشل والكثير من العثرات، وقد لا يحقق كل ما يمكن من أهداف ونضرب مثالا حتى نكون واقعيين «هل الصندوق العقاري يلبي كل الطلب على السكن بالمملكة؟ أيضاً الصندوق الصناعي هل يلبي كل الطلبات للصناعيين؟ وهل صندوق أو صناديق الفقر تلبي كل الحاجة والرغبات؟ كل لا بالطبع «والسبب أن الاعتماد على العمل الحكومي «الخالص» لن يحقق الأهداف، فالحل أين؟ هو بالقطاع الخاص من خلال إنشاء بنك سكني وطالبت به كثيراً، وبنك صناعي، وبنك للفقراء. وهذه ليست بدعا فالأمير طلال بن عبدالعزيز «مثلاً» افتتح بنكا للفقراء بالفلبين وهو رئيس «أجفند» وهو البرنامج الخليجي للتنمية، ما المانع من وجود مثل هذا البنك بالمملكة.
قد يقول البعض وما الفرق بين «صندوق أو بنك»؟ وأقول الفرق شاسع جداً، فالصندوق غالباً خيري، أي لا يهدف للربح ورأس مال محدود مقارنة بالطلب وهذا جيد ولكن إلى متى يستمر؟ وكم يعطي ويقدم من قروض؟ يظل بنطاق محدود ووضعت أمثلة بالأعلى، أما البنوك فهي شيء مختلف تماماً، فرأس المال ممكن يكبر ويزيد من خلال دعم حكومي أو مؤسسين مساهمين، أو فاعلي خير لا يجدون سبيلا كيف يوزعون مالهم في أوجه الخير وهم كثير، فالبنوك ممكن تكون رأس المال الجيد القابل للزيادة، تهدف للربح ولكن يجب هنا أن تكون أرباحا مقبولة ومعقولة جداً حتى تصل للجميع ولا تكون مجحفة، وأيضاً يمكن فتح فروع لها، وتقرض بدراسة وعناية واهتمام وتمعن كبير وليس كما الصناديق الحكومية «غالباً» لا تقوم بدور جيد لمن تمنح القروض فتتآكل رؤوس أموالها. فالبنوك تهتم بعودة رأس المال المقرض من المقترض، وأيضاً ربح مقبول لكي تغطي مصاريفها وتزيد من نموها وتتوسع وهذا مهم.
حين تؤسس بنوك «سكنية وصناعية وفقر» سيكون هناك كم كبير من المتبرعين لدعم رؤوس هذه البنوك «ذات مسؤولية اجتماعية» ويريدون عمل الخير، وهم أصحاب رؤوس أموال كبيرة وضخمة ولكن لا يجدون مدخلا أو سبيلا لهذا العمل فيقومون بعمل «وقف» وهذه له تبعات ومشاكل كبيرة غالباً، أو تحد من العمل الخيري لأنهم غير واثقين منها. البنوك «الاجتماعية» حل مهم وجوهري.