تركي الدخيل
كل شيءٍ في بلاد مصدر الشمس ومشرق الشمس، اليابان مبهر ويدعو للتأمل والتعجب، بداية من آداب الشعب الياباني، وكمية الاحترام التي يظهرها لبعضه البعض وللآخرين إلى درجة دعت أحد الزملاء ليعلق على ذلك بقوله: «إنهم مأدبون أكثر من اللازم!».
بالأمس رأيت رجلا يابانيا ينزل من سيارة أجرة على عجل، ويترك باب التاكسي مفتوحا، قلت لنفسي: «ما هذا التخلف؟، هؤلاء هم من نمدحهم ونبدي إعجابنا بهم، وفيهم من يترك باب السيارة مفتوحا في وسط الشارع!».
وما إن ذكرت ذلك لنفسي حتى أغلق الباب نفسه بنفسه، سألت عن ذلك فقيل لي إن السائق يستطيع إغلاق الباب الخلفي بضغطة زر!
عدت إلى نفسي منتقدا ذاتي على إصدار الأحكام الجاهزة المعلبة.
وكما أثني على اليابانيين يجب أن أكون منصفا فأقول إن الطلبة السعوديين الذين يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة في اليابان، يرفعون الرأس.
لقد تعاملت معهم كما أعضاء الوفد المرافق لولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، فوجدت منهم متبرعين لخدمة الوفد السعودي وتسهيل العقبات له، بداية من الترجمة من العربية إلى اليابانية، وبالعكس، وليس نهاية بتقديم المعلومات عن البلاد التي يدرسون فيها، وأماكن التسوق والسياحة.
لذلك أشاد الأمير سلمان بهؤلاء الطلبة، واعتبرهم سفراء حقيقيين لبلادنا، ينقلون ثقافتنا لأمم الأرض قاطبة.
برنامج الملك عبدالله للابتعاث، مشروع حضاري، وهاهم الطلبة السعوديون يتولون، ربما في المرة الأولى في تاريخنا، مهام لم يكن لنا قبلا بها.
من الذي كان يتخيل أن يكون المترجمون في بلاد الشرق من السعوديين؟!
هذا أول الغيث، وللتميز بقية بإذن الله.