تركي الدخيل :
ما هي الصورة النمطية التي نحملها عن السائح الياباني؟!
سأقول لكم من خلال رؤيتي للسائحين اليابانيين، في الشرق الأوسط، وأوروبا، إنك لا يمكن أن تتخيل يابانيا في سفر، دون حزام يلفه حول رقبته وفي طرفه كاميرا تصوير فوتوغرافية!
كان ذلك قبل أن تصبح الكاميرا جزءا من ثقافة شعوب الدنيا، عبر ارتباطها بالهاتف المحمول، حتى أصبحت ثقافة الصورة، كالأكل والشرب، وهذا أحد أسباب نجاح موقع التواصل الاجتماعي، انستغرام.
سألت يابانيا: ما الذي يربطكم بالكاميرا، ويجعلكم تصورون كل شيء، من الأشجار إلى الأحجار، وليس نهاية بتصوير البشر؟!
ما الذي يجعل السائح الياباني، يمكن أن ينسى جواز سفره، لكنه لا ينسى كاميرته الفوتوغرافية؟!
وكان جوابه، أن اليابانيين لا يسافرون إلا قليلا، ولذلك يحتاجون إلى الصورة لينقلوا لأنفسهم ولأهلهم وأقاربهم العالم الذي يكتشفونه من جديد من خلال السفر.
كان الإنجليز يتعرفون في الماضي على العالم، من خلال الرحالة الذين قطعوا الأرض طولا وعرضا، وسجلوا تجاربهم، ونقلوا مرئياتهم عن الدول التي رحلوا إليها، ناقلين عادات الشعوب، وطبائع البلدان، وأنماط معيشة أهلها.
لكن الياباني كان، ولا يزال، يستخدم الكاميرا للتوثيق.
وامتدادا لهذه الحاجة، فقد كانت الشركات اليابانية منذ عقدين من الزمان هي رائدة، تصغير حجم الكاميرات، فبعد أن كانت آلة التقاط الصورة، وتثبيت اللحظة، كبيرة الحجم، أصبحت صغيرة، بحيث تستطيع أن تضعها في جيبك، ثم باتت اليوم جزءا من جهاز التواصل مع العالم المسمى، الهاتف الجوال.
من النادر أن تجد في اليابانيين رجالا ونساء من هو فارع الطول، أو ضخم الجثة، فمعضمهم ذوو أجساد صغيرة. أجسادهم الصغيرة قادتهم إلى الافتتان بكل ما هو صغير، ولذلك كانوا رواد تصغير المخترعات، من الكاميرا الفوتوغرافية إلى الهواتف المحمولة، وأجهزة الحاسب الآلي.
اليابان بلد، يتقن تصغير المخترعات، وتكبير الإنجازات.