• 12:38:13pm

أحدث الموضوعات

البيئة والتنمية

تعليقات : 0

أصداء الخليج

د. عادل رشاد غنيم

شهد الثلاثاء الماضي فعاليات اللقاء العلمي التاسع والعشرين، الذي تنظمه جامعة الدمام ممثلة بكلية العلوم بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلوم الحياة تحت عنوان: “البيئة والتنمية في منطقة الخليج العربي”، واستمر لمدة ثلاثة أيام، وتتضمن اللقاء عدداً من المحاور العلمية في مجالات البيئة، والتنمية، وعلوم الحياة الأخرى، وشارك فيها باحثون متميزون من مختلف مناطق المملكة، ومن دول الخليج العربي، وتميز هذا اللقاء بأنه مؤتمر بلا ورق حيث تم تحميل جميع مطبوعات اللقاء على أجهزة لوحية (mini I pad) بدلاً من النسخ الورقية حماية للبيئة، كما تم اعتماد الملصقات الالكترونية بدلا من الورقية.

وقال مدير جامعة الدمام في كلمته: إن التنمية المستدامة في منظور الإسلام لا تجعل الإنسان نداً للطبيعة ولا متسلطاً، بل ‏تجعله أميناً عليها، محسّناً لها، رفيقاً بعناصرها، يأخذ منها بقدر حاجته، دون إفراط أو ‏تفريط، وفي عصرنا هذا أصبحت البيئة وقضاياها وإدارتها وحمايتها تستقطب اهتمام العلماء ‏والباحثين والأساس الفلسفي لتوصيات مؤتمرات الأمم المتحدة والبنك الدولي.‏

وقضية البيئة والتنمية لها مجالات عدة، منها نظافة البيئة، وتعني نقاء المكونات البيئية من ماء وهواء وتربة من الملوثات الضارة التي تغير صفاتها الفطرية. والتي تنتج عن الاستخدام غير السليم لها.

والعلاقة وثيقة بين هذه البيئة وبين السلوك الإنساني وما وراءه من معتقدات ومشاعر.

إن العناية بنظافة البيئة معناه الحفاظ على الصحة العامة وسلامة الحياة، فأضرار التلوث بكافة أشكاله تتسبب في كثير من الأمراض الخطيرة العضوية والنفسية.

والتلوث صورة من الفساد البيئي، داخل في قوله سبحانه وتعالى: (ظهر الفساد في البرِّ والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) الروم:17. فإذا فسد مسلك الناس ذاقوا نتائج أعمالهم، ونالوا عواقبها.

فلا بد من القيام بتوعية الأفراد بالبيئة وبالعلاقات القائمة بين مكوناتها، وبتكوين القيم والمهارات البيئية وتنميتها على أساس من مبادئ الإسلام وتصوراته عن الغاية التي من أجلها خلق الإنسان، ومطالب التقدم الإنساني المتوازن.

كما أن تكوين الوازع الإيماني يجعل من الإنسان رقيباً على نفسه وعلى عمله وذلك بتوضيح عواقب التلوث وما يترتب عليه من أضرار، وإن مراعاة الإنسان لمثل ذلك دينيا له أكبر الأثر، بل هو أهم من القوانين التي قد يتحايل عليها ويمكن الإفلات منها، خلافا للوازع الديني النابع من قلبه، والذي يحمله على الخوف من ربه ليكون له أكبر الأثر.

وجدير بالذكر أن من شُعَبِ الإيمان إماطة الأذى عن الطريق، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق”.

وقد نهى رسول صلى الله عليه وسلم عن الملاعن كما سماها في الحديث: «اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل» رواه أبو داود وابن ماجة.
كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد، حفاظاً على نقاء الماء ونظافته، وعدم تلوُّثه فقال صلوات الله وسلامه عليه: «لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل فيه» رواه البخاري.

ـ بل نبهنا القرآن الكريم إلى تجنب الضوضاء أو ما يعرف بالتلوث السمعي قال الله تعالى: (واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) لقمان:19.

والضوضاء عنصر مستحدث ينبع من البيئة، ويؤثر سلباً على الحالة الصحية العامة للإنسان عضوياً ونفسياً، حيث تضر الضوضاء بالجهاز السمعي والعصبي، وتؤثر على الجهاز الهضمي، وانتظام الدورة النموية، والغدد الصماء، وتزيد من حالة التوتر والإرهاق.

والضوضاء يمكن تعريفها بأنها: «أصوات غير متجانسة، تتجاوز شدتها المعدل الطبيعي المسموح به للأذن، فهي أصوات غير مرغوب فيها نظراً لزيادة حدتها وشدتها وخروجها عن المألوف من الأصوات الطبيعية التي اعتاد الناس سماعها».

أما السيارات الخاصة والعامة، فقد أبرزت علامة تعجب من سلوك بعض سائقيها، الذين حولوا آلة التنبيه من كونها للتحذير إلى أداة للهو والعبث والإزعاج. كذلك الدراجات النارية «الموتوسيكلات»، صراخ محركاتها منفر ومزعج للغاية، وغالباً ما يلجأ بعض الشباب إلى أداء حركاتهم البهلوانية في الشوارع، غير مكترثين باحترام حقوق الطريق التي أوجبها الإسلام، فأعطوا الطريق حقه كما أوصى نبينا صلى الله عليه وسلم.

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable
خطوات رائدة في مواجهة التصحر والجفاف في الرياض
زاوية رئيس التحرير : سلمان بن أحمد العيد

التغريدات