• 11:53:37am

أحدث الموضوعات

خلف مدرجات الفتح

تعليقات : 0

أصداء الخليج

مهنا الحبيل

لو التفت أحد الجمهور من أصدقائنا الآسيويين إلى أي مباراة لنادي الفتح الأحسائي في دوري أبطال آسيا الذي انطلق في 25 شباط (فبراير) الماضي، وسأل عن قصة أرض هذا النادي المنعوت بالأحسائي في لوحة الفيفا، فالجواب هنا سيتحدث عن أرضه وماذا تعني الأحساء حين يلتفت إليها الجمهور من خلف المدرجات أو الشاشات في بيتنا الآسيوي، وهنا قصة هذا المقال.

الأحساء وآسيا والإنسان قصة جميلة وشيّقة، وأول ما تُبديه الذاكرة من رابط جميل أن الأحساء هي إحدى محطات التجارة العالمية في تاريخ العالم القديم وفي رحلة آسيا الموسمية تحديداً، وهي قافلة درب الحرير التي تصل آسيا بأوروبا، وإحدى معالم هذا الإقليم الذي تمتد جغرافيته التاريخية على ساحل الخليج العربي من الكويت حتى عُمان. واليوم يطلق الاسم على جزء منه. هذه المنطقة عبرت منها أربع من الحضارات: العماليق والفراعنة والفينقيون ومملكتها الشهيرة دلمون.

وكانت الأحساء ملتقى ديانات سماوية وديانات أخرى. يقول العالم العربي الكبير في علم الاجتماع عبدالرحمن بن خلدون: «إن مفاهيم الحضارات تبقى في أرضها وتسقي عقول أصحابها بخلاصات مهمة، ولعل هذا العنصر كان من أهم ثقافة رجل الأحساء في قصة علاقة هذا الإقليم مع الرسالة الإسلامية التي بُعث بها الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم-، وتلقته عاصمتها التي يطلق عليها جواثا طوعياً ومبكراً فآمنت بهذه الرسالة العظيمة في رعاية الإنسان وتوجيهه إلى أجمل محاسن الأخلاق والسلوك وسمو الروح والفضيلة، وحين دخلت هذه المنطقة في رسالة القرآن أعلن بيانها الأول أنها تحترم كل الناس من شاء ينضم إلى الرسالة الجديدة ومن شاء يبقى على دينه فستحميه، في خطبة زعيمها أشج عبدالقيس».

وقصة الأحساء مع آسيا ممتدة فهي جغرافية رابطة لهذا الشرق الذي يفتخر به بنوه كأرضٍ للأنبياء والرسالات، وشعوب تعظّم الأخلاق والسمو الروحي والضمير وتتوحد في ذلك مع اختلاف جهاتها وثقافتها ودياناتها، وهي تحمل موقعاً تاريخياً على البحر عبرت منه قوافل القادمين من مدينة جرهاء المدهشة عبر آلاف السنين حتى سلطنة الجبور العقيليين الذين تراسلوا مع إمبراطور الصين وأقاموا علاقات ديبلوماسية معه.

الأحساء، أيها الإخوة والأصدقاء الآسيويون، أرض النخيل، حيث صنّفتها موسوعة المعارف البريطانية منذ عشرات السنين بأنها أكبر واحة نخيل في العالم، وفيها أكبر حقل نفط في العالم (حقل الغوار)، ولكن إنسانها الطيّب بطبعه يُحب دائماً أن يرتبط بنخلتها التي آخته عبر آلاف السنين وربطها النبي الأمين بها وأكل من ثمرها، ولأبنائها وبناتها طبيعة بسيطة وعفوية، لكنها ذكية تحب الزائرين وتكرمهم وتسمع من قصص ثقافتهم وحضارتهم وتُسمعهم، وهي جزء من الوطن السعودي تحتضن شَرقَهُ، ولها رابطة خاصة بالعرب، فالعربي فيها يُعتبر مواطناً في قلوب أهلها، كما أن أصدقاءها من آسيا شركاء حضارة ورسالة واقتصاد.

وهي ترحب بكم اليوم فإنها تشرح لكم قصة ألوان علم نادي الفتح الأحسائي كرسالة فــــي مثل هذه المناسبــــة، الأخضر لرابطة النخيل الباسقة والبحر لزرقته وامتداد صفائه والأبيض لقلوب أهلها الأصفياء. مرحباً بكم أيها الرفقاء من الأحساء إلى كل آسيا تُرفع لكم التحية وقد حللتم أرضها فقد فُتحت لكم القلوب ولستم غرباء.

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable

بقلم الكاتب : نايف الفيفي.

بقلم | شهد مسند الهاجري

بقلم : أحلام الزهراني

بقلم / علي بن يحيى البهكلي

بقلم | حوراء الفايز

بقلم | أ.هديل العطني

بقلم : يحيى بن سعيد آل داوود

م. زكي الجوهر

بقلم / مبارك بن عوض الدوسري

التغريدات