انطلقت فعاليات مؤتمر النقد السينمائي في [الرياض] يوم [6-10] نوفمبر 2024 ،بحضور عدد من أبرز النقاد السينمائيين، صناع الأفلام، الأكاديميين، والمهتمين بصناعة السينما من مختلف أنحاء العالم. هذا الحدث السينمائي الكبير يعد فرصة استثنائية لتعميق الفهم النقدي للسينما وتطوير الأدوات النقدية المتاحة لمتابعة وتحليل هذا الفن الذي يؤثر في ثقافات الشعوب. يهدف المؤتمر إلى فتح قنوات الحوار بين مختلف الأطراف المعنية بالسينما وتوسيع نطاق النقاش حول مستقبل النقد السينمائي في العصر الرقمي.
يعد مؤتمر النقد السينمائي منصة مثالية لمناقشة التحديات التي تواجه النقاد السينمائيين اليوم، خاصة في ظل الثورة الرقمية وانتشار وسائل الإعلام الاجتماعية، حيث يجد النقاد أنفسهم في مواجهة مع حجم هائل من المواد السمعية البصرية التي تتطلب تحليلًا دقيقًا ومهنيًا. ومن أبرز أهداف المؤتمر .
تحليل العلاقة بين السينما والجمهور: يهدف إلى دراسة كيف يمكن للنقد السينمائي أن يؤثر في الجمهور وكيفية تطوير أدوات نقدي تواكب التغييرات في ذوق المتابعين.
دور النقاد في دعم الصناعة السينمائية: يناقش المؤتمر دور النقاد في توجيه الرأي العام وصناع السينما نحو تطوير الأفلام من خلال المراجعات النقدية والمقترحات البناءة.
تسليط الضوء على التنوع الثقافي في السينما: يشجع المؤتمر على إبراز التنوع الثقافي في الأعمال السينمائية وكيفية نقد هذه الأعمال ضمن سياقات اجتماعية وسياسية متنوعة.تضمن المؤتمر عدة جلسات علمية وورش عمل تناولت مواضيع متخصصة في النقد السينمائي:
الجلسة الأولى: “النقد السينمائي في ظل الرقمنة: التحديات والفرص”
تناولت هذه الجلسة تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية ومنصات البث الرقمي على عملية النقد السينمائي، وكيف أصبح من السهل الوصول إلى جمهور أوسع لكن دون التأثير نفسه الذي كان يحدث سابقًا من خلال المجلات والجرائد التقليدية.
الجلسة الثانية: “بين النظرية والتطبيق: كيف نكتب نقدًا سينمائيًا مؤثرًا؟”
قدم هذه الجلسة عدد من الأكاديميين والممارسين في مجال النقد السينمائي الذين قدموا استراتيجيات عملية لكتابة مراجعات نقدية تتجاوز التقييمات السطحية وتستعرض العمق الفني والرمزي للأفلام.
ورشة العمل: “فهم السينما العالمية: مقاربات نقدية عبر الثقافات”
ركزت الورشة ايضاً على فهم خصوصية السينما في بلدان مختلفة، وكيف يمكن تطبيق مقاربات نقدية تتناسب مع خصوصيات الثقافات السينمائية المتنوعة تضمن المؤتمر أيضًا عروضًا لعدد من الأفلام التي تناولت مواضيع النقد السينمائي وناقشت العلاقة بين المخرج والنقاد. وكان من أبرز هذه العروض فيلم [مندوب الليل]، الذي لاقى اهتمامًا كبيرًا من قبل النقاد والجمهور على حد سواء، حيث ناقش علاقة صناعة السينما بالنقد وكيف يمكن أن يكون الأخير أداة لتحفيز الإبداع.
ينبغي أن يسهم مؤتمر النقد السينمائي في تعزيز الثقافة النقدية السينمائية في العالم العربي والعالمي على حد سواء. وفي ضوء التحولات الجذرية التي تشهدها صناعة السينما نتيجة للأزمات الاقتصادية والرقمية، أصبح من الضروري إعادة النظر في الأساليب النقدية وطرق تقديم المراجعات السينمائية التي تتناسب مع التغيرات الجديده
يعد مؤتمر النقد السينمائي نقطة انطلاق نحو تطور جديد في فهم السينما وتقييمها. من خلال النقاشات المثمرة والورش التعليمية، استطاع المؤتمر أن يطرح أسئلة جديدة حول كيفية قراءة الأفلام وتأثير النقد السينمائي على صناعة السينما. إن الاحتفاظ بمصداقية النقد السينمائي في مواجهة التحديات المعاصرة سيكون مهمة أساسية للمجتمعات السينمائية في المستقبل.