تحدث احد المسؤولين الكبار في احد الشركات الكبيرة
عن تجربته العملية مابين الفترة التي كان على رأس العمل وبعد التقاعد
وكيف تغيرت الامور بدرجة كبيرة جدا مابين الفترتين
وصلت الى 180 درجة
وتكلم عن جزيئة السفر والتنقلات عندما كان يتبوا منصب رئيس الشركة والامتيازات العظيمة
فقد كان يسافر على متن طائرة خاصة وخدمات مرموقة واستقبال فخم وباقات الورد
واطيب الطعام وافضل المشروبات وعند الوصول الى وجهته تكون هناك اكثر من سيارة فخمة في انتظار قدومه الميمون وهناك موظفين خصيصًا لحمل حقائبه واحدهم يحمل مظلة خاصةً تحميه من قطرات المطر
ومظلة اخرى تحميه من وهج الشمس
ورائحة البخور والعطور تملا المكان
وفناجين القهوة الممزوجة بالهيل والزعفران الفاخر تتهاوى بين ايادي المضيفين
وقد اعد له حجز جناح ملكي في احد الفنادق الكبرى بكامل الامتيازات لفترة أقامته
وهكذا هي الامتيازات الممنوحة له لحين تقاعده
وبعد مغادرته منصبه وهكذا هي سنة الحياة وجد نفسه خارج هذه الدائرة والمنظومة الاجتماعية
ليرجع مواطن عادي فقد هذه الامتيازات بعد اخر يوم عمل عندما ترك الكرسي
…
هل نحن كنا نحترم هؤلاء المسؤولين لشخصهم آو لأجل الكرسي والمنصب
الاحترام بالفعل كان لمن
للرجل المسؤل الذي خدم عمله وتفانى في أداء مهام وظيفته وطور وخدم البلد والوطن
ام كان الاحترام والتقدير لآجل المنصب والكرسي لكي نستفيد منه لآجل مصالحنا وتملقا للمسؤول لكي نبحث عن ترقية وزيادة في الراتب وتمرير معاملات شخصية وعائلية
وإنجاز معاملات خاصةً في بعض الدوائر الحكومية
…
وليس الأمر يتعلق بالرؤساء والمدراء
حتى صغار بعض الموظفين في الدوائر الحكومية نحتفظ بارقام هواتفهم لكي نحتاجهم لإنجاز المعاملات الخاصة وتملقهم لذلك
وبعد تقاعدهم ومع مرور الوقت عندما نكتشف ذلك نبدأ في مسح أرقامهم لأننا بصراحة كنا نحترم الكرسي والمنصب فقط لاغير
وليس لذاتهم
…
حدثني احد الأصدقاء وقد كان يعمل في احد الدوائر الحكومية عندما كان على رأس العمل بأن هاتفه المحمول لايهدا ليلًا أو نهار
واغلبها طلبات لإنجاز المعاملات
وبعد تقاعده وتركه للعمل اصبح هاتفه في شبه غيبوبة ولم يعد يرن كثيرًا كما كان سابقًا
ويتمم بحديثه لقد أدركت اخيرا بأن التقدير لم يكن لي بقدر ماكان لاجل كرسي الوظيفة
فقد كان احترامًا مزيفًا
…
سامي بن حمد الشامي
المنطقة الشرقية .. الخبر