هذهِ النُّقطة الصَّغيرة المُتناهِية في الصغرِ
وقَد لا تُرى بالعَينِ المجردةِ!
كَفِيلةٌ بأن تَقضِي على جَبروتِ صاحِبها وأنَفتهِ وتغطرُسهِ مَدى الحَياة!
تهشم شخصيته ، وتُقدِّم لهُ وجبة وجعٍ ليلية ، كبالع جمرة!
إن غفا أيقظته ..
تترُكُه يَتخبَّطُ رَدحًا مِنَ الزمَن كسيح الأرجل في ظُلماتِ اليأسِ والحَسْرة!
إنها الجَلطة.. الجاثمة يسار الصدر
تتربص ريب المنون شَديدةُ الوطءِ.. لا دينَ لها!
كفِيلةٌ بأن تَجعلَ صَاحِبها عقيم التفكير غَير نافِعٍ ..
مَشلولًا .. أو مُعاقًا .. بَقِيَّة أنفاسِهِ
أو رُبَما مَدفُونًا تحتَ الأرضِ ، في ذِمّةِ الغِياب!
ما قيمة أن يكونَ كُلُّ شيءٍ بِخير وأنتَ لستَ بِخير؟!
السماء عليك حزينة ، والغيوم باثة إحساس الكآبة!
ما قيمة البقاء في فضاءِ اللهِ إنْ لَم تحمَدْهُ على صِحَّةِ العقلِ والجَسَد؟!
كِبرياءٌ حَقِير!
مَا أضْعفكَ أيُها الإنسان وقِلّة حِيلتك!
أنتَ فِي نِهايةِ المَطافِ أضْعفُ شيءٍ في الوجُود.
دمتم بخير