• 09:46:37pm

أحدث الموضوعات

أوسكار الرياض

تعليقات : 0

أصداء الخليج

عبد الله المديفر

يفخر أهل العاصمة السعودية- الرياض- بمعرضهم الدولي للكتاب والذي يُنتظر شهره مارس كل عام، فقد أضحى ظاهرة حقيقية تفوق التوصيف المعتاد: “سوق كبير لبيع الكتب”، هو حدث سنوي يصحبه حراك ثقافي واجتماعي على عدة أصعدة، وليس من عادته أن يمر دون ضجيج المكائن التي تتسابق فيما بينها للفوز بأكثرية التأثير، فنحن أمام مزار ثقافي تتسارع فيه الجهود الاستعراضية للفت الانتباه وسرقة الأضواء على سجادته “المحمرة”.

إننا نعيش حالة من انتشار ظاهرة “التأليف” لفئات لم تكن تمتلك حق التأليف في الماضي، ونادي الكتاب فتح التعاقد مع اللاعبين الأصغر سناً، وأرستقراطية الكتابة غرقت في محيط الشعوبية، ومئات الشباب يقذفون بأوراقهم في عوالم النشر التي كسرت هيبة الاحتكار، وما زلت أذكر حفل التوقيع الذي أربك إدارة المعرض في العام الماضي لشاب اصطفت الطوابير المزدحمة- وخاصة من الفتيات- لتفوز بنسخة الكتاب الممهورة بشخبطة توقيعه، وفي الجانب الآخر الروائي الكبير صاحب الجوائز العربية، الذي اكتفى بسماع هدير أمواج المصطفين لجاره الشاب، وهو يقلب كفوف الوحدة في منصته الخالية.

لا شك في أن انتشار ظاهرة “التأليف” أمر صحي في الجملة مع الجزم بأن متوسط الجودة سينخفض، ولكنه سيزيد من عدد المستهلكين لهذه الكتب، وسيجعل القراءة وتداول منتجاتها غير مقتصرة على النخب.

بواعث الكتابة اليوم اختلفت عن مثيلاتها في السابق، فنشر مزيد من المعرفة ليس هو الباعث الحصري لكتب اليوم. وإننا أمام أسئلة مشابهة تؤدي لنتيجة واحدة في الغالب، فهل تكتب كتاباً حتى تكون “مشهوراً”، أم يجب على “المشهور” أن يكتب كتاباً، إنها حالة من حالات “الأنا” التي تقول للآخرين: “أنا موجود”، وهي تضغط على الكثيرين كضرورة اجتماعية، وتشابه إلى حد كبير من يحرص على نيل شهادة الدكتوراة لحاجات بريستيجية وليست لضرورات أكاديمية، اذ انها فرصة للحضور ونقش الاسم في صخرة الأسماء الموجودة، والتوقيع في المنصة ما هو الا حالة نرجسية تسوّق للكاتب على حساب الكتاب، وتسير على نفس قاعدة الاهتمام الاستعراضي في حفلات الأوسكار، فملابس الممثلين لا تقل أهمية عن البعد الفني للأفلام الفائزة، وفي النهاية يبقى التفاخر بالكتب بأسوأ حالاته أفضل من التفاخر بمزايين الحيوانات بأفضل حالاتها.

“التأليف” حق مشروع للجميع، وامتداد طبيعي لحق التعبير، والمشكلة تقع للكاتب عندما يكون قلق الكتابة أعلى من قلق المعرفة، وسيخفق الكاتب قطعاً عندما يهمل التنقيب في مصادر إلهامه.

معرض الكتاب خليط ضخم من الحبر الأسود والورق الأبيض، وفي الحياة صراع ضخم بين سواد الأوراق وبياض الأحبار.

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable
سلمان بن أحمد العيد الحفاظ على التراث الثقافي السعودي في عصر العولمة
زاوية رئيس التحرير : سلمان بن أحمد العيد

يوسف أحمد الحسن

بقلم / مبارك بن عوض الدوسري

بقلم / د. محمد إياد العكاري

بقلم : سامي بن حمد الشامي

يوسف الذكرالله

يوسف أحمد الحسن

الأمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد بن جلوي آل سعود

بقلم : العميد الفني م. عبدالرزاق بن عبوش الزهراني

يوسف أحمد الحسن

التغريدات