وجَّه أستاذ وعالم أبحاث المسرطنات، الدكتور فهد الخضيري، تحذيرًا شديد اللهجة حول خطورة بعض أساليب المزاح التي يمارسها البعض مع الأطفال، مؤكدًا أن المزاح الثقيل والاستهتار بعقولهم قد يُفضي إلى آثار نفسية خطيرة قد تلازمهم مدى الحياة.

وفي تدوينة له عبر منصة “إكس”، شدد الدكتور الخضيري على أن الاستخفاف أو تخويف الأطفال بداعي المزاح أو “الاستهبال” يعد تصرفًا غير مقبول نهائيًا.

وأوضح أن عقول الأطفال في مراحل التكوين، وقد لا يكون لديهم القدرة على استيعاب طبيعة المزاح كما يفعل البالغون، مما يعرِّضهم لخطر الإصابة بصدمة نفسية أو حتى تطوُّر مشكلات نفسية مزمنة.

وقال الخضيري في تحذيره: “لا تمزح مع فئات مُعيَّنة من الناس، خاصة الأطفال أو مَن يعاني مشكلات نفسية، أو خبرتهم بالحياة قليلة؛ لأن درجة الاستيعاب تختلف عن الكبار، أي مزحة أو كذبة طابعها الاستخفاف قد تُسبِّب ردود فعل خطيرة، لا يُستهان بها. فلا أحد يستخف دمه عند الأطفال أو يُخوِّفهم؛ لأن عقولهم ضعيفة وغير قادرة على تحمُّل المزاح الثقيل”.

وأضاف أن التجاوزات في المزاح القاسي قد تترك آثارًا نفسية طويلة الأمد، مشددًا على ضرورة احترام مشاعر الأطفال وعدم تعريضهم لأي نوع من المزاح الذي يحمل طابع التخويف أو السخرية، لما في ذلك من تبعات سلبية على تكوينهم النفسي والعقلي.

تأتي هذه التحذيرات في وقت يشهد فيه المجتمع انتشار بعض المقاطع المصورة التي تتضمن مزاحًا ثقيلًا مع الأطفال، والتي غالبًا ما يهدف أصحابها إلى زيادة التفاعل أو المشاهدات، دون مراعاة التأثير النفسي السلبي على الأطفال.

وفي هذا السياق، أكد المختصون والمربون على أهمية زيادة الوعي المجتمعي حيال ضرورة التعامل مع الأطفال بمسؤولية، والابتعاد عن أي تصرف قد يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية. كما شددوا على أهمية التنشئة الإيجابية التي تضمن الحفاظ على صحة الأطفال النفسية والعقلية، بعيدًا عن أي مزاح قد يؤدي إلى نتائج مدمرة في المستقبل.