• 02:51:18pm

أحدث الموضوعات

وفاة الشيخ إبراهيم يوسف آل الشيخ مبارك عميد أسرة آل الشيخ مبارك: وداعٌ لفقيد الأحساء والأمة

تعليقات : 0

أصداء الخليج
د. محمد إياد العكاري

ببالغ الحزن والأسى، تلقى الجميع اليوم الإثنين ٢٧/٧/١٤٤٦هـ نبأ وفاة الشيخ الجليل إبراهيم يوسف آل الشيخ مبارك، عميد أسرة آل الشيخ مبارك في الأحساء، سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

إن وفاة الشيخ إبراهيم آل الشيخ مبارك تشكل خسارة كبيرة ليس فقط لأسرته وأبناء عمومته، بل أيضًا للوطن بأسره. فقد كان الفقيد الراحل نموذجًا للتواضع والنبل، ورمزًا من رموز العلم والفضيلة التي يندر أن نجدها في أيامنا هذه. ويشهد له الجميع بمكارم الأخلاق، ومواقفه الطيبة، وكرمه الذي لا حدود له، فضلاً عن سعة علمه واهتمامه بنشره بين أبناء مجتمعه.

كان الشيخ إبراهيم رحمه الله يعتبر عميدًا للأسرة الكريمة، وقد تربطني به علاقة خاصة تميزت بالمحبة والتقدير. ففي مجالسهم المباركة، التي كان يحرص على حضورها والتفاعل معها، كنت أشعر وكأنني بين أهلي وإخوتي. كان رحمه الله يخصص لي مكانًا بجانبه، ويفيض عليّ بكرمه وحسن استقباله. لم يكن يميز بين كبير وصغير، بل كان يعامل الجميع برحابة صدر، ويوجه نصائحه وأحاديثه القيمة بكل تواضع واحترام.

لقد عرفته لأكثر من عقد من الزمن، وكان بمثابة مرشد وصديق في العديد من المواقف، وكان على قدر عالٍ من الفضل، يملؤه العلم والخير. وقد كان دائمًا مثالًا للقدوة الطيبة، فالأجيال التي مرت عليه كان يحرص على أن يزرع فيها القيم والمبادئ السامية.

وفي هذه اللحظات الحزينة، أرفع الدعاء إلى الله أن يتقبل الفقيد في عليين، وأن يلهم أسرته وذويه الصبر والسلوان. ولا يسعني في هذه المناسبة سوى أن أذكر الشيخ يوسف آل الشيخ مبارك، والد الفقيد، الذي كان أيضًا من العلماء الأفاضل وذوي الفضل في المجتمع. إن هذه الأسرة الكريمة، التي عرفت بعراقتها وكرمها، خسرت أحد أعمدتها الراسخة، لكنهم سيظلون مصدر فخر لنا جميعًا.

وبمناسبة وفاته، أقول كما قال الشعراء في الموت:

الموت بابٌ وكلُّ الناس داخلهُ
قل لي بربك بعد الموت مالدَّارُ
الدَّارُ جنَّةُ عدنٍ إن عملت بما
يُرضي الإلهَ وإن فرَّطتَ فالنَّارُ
هما طريقان ماللناسِ ثالثَهم
فاختر لنفسك أي الدَّار تختارُ.

وبالرغم من أن الفقد صعب، إلا أنني على يقين بأن الفقيد قد اختار لنفسه الدار التي يرضاها الله، ونحن نثق بأنه في رحمة الله ورضوانه. رحم الله الشيخ إبراهيم يوسف آل الشيخ مبارك، ووالده الشيخ يوسف، وأسكنهم فسيح جناته، وجمعنا بهما في دار الخلود مع الأنبياء والصالحين.

إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آمين.

د. محمد إياد العكاري
٢٧/٧/١٤٤٦هـ

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    سلمان بن أحمد العيد الحفاظ على التراث الثقافي السعودي في عصر العولمة
    زاوية رئيس التحرير : سلمان بن أحمد العيد

    التغريدات