• 09:19:49pm

أحدث الموضوعات

غايتنا سلامتك

تعليقات : 0

أصداء الخليج

د. عادل رشاد غنيم

أسبوع المرور الخليجي لهذا العام تحت عنوان «غايتنا سلامتك» ينظم للعام الثاني على التوالي، في فعالياته  الـ 33، انطلاقا من مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية بمحافظة الخبر «سايتك».

والحديث عن السلامة بات ضرورة حياتية، إذ بلغ  معدل الوفيات في حوادث الطرق في السعودية 17 شخصاً يوميا، أي شخص كل 40 دقيقة، كما بلغ عدد المصابين أكثر من 68 ألفا سنويًّا، وزادت الخسائر المادية على 13 مليار ريال في السنة.

وتثبت الدراسات والأبحاث أن أكثر الحوادث تقع بسبب أخطاء العنصر البشري وخاصة السرعة، إضافةً إلى قطع الإشارة وقيادة غير المؤهلين للقيادة، واستخدام المركبات لغير ما أُعدت له مثل التفحيط، ولا شك أن ارتفاع إصابات الحوادث يستنزف الجهود الصحية، ويشغل ثلث الطاقة الاستيعابية للمستشفيات الحكومية، ويتسبب في أزمة الأسرّة في المستشفيات، حيث إن نسبة الأسرّة المشغولة بمصابي الحوادث تبلغ 30 من كل 100 سرير.

إن الحفاظ على الأرواح وأمن الجماعة وصيانة الممتلكات مسئولية مشتركة -كما قال الشيخ صالح بن حميد- أساسها الدين وصحة المعتقد، ويقظة الضمير، ثم الوعي الصادق بالمسئولية والتعاون على مستوى الفرد والجماعة، كل مطالب بالقيام بمسئوليته؛ رجل الأمن، ورجل التربية، ورجل الأعمال، ورجل الإعلام، ورب الأسرة، وربة البيت؛ رجل الأمن ينفذ بوعيٍ وفقه وعدالة، ورب الأسرة يرعى بحزم ويراقب بصرامة، ورجل التربية يعلم بإخلاص ويربي بتفانٍ، ورجل الأعمال يدعم ويساند ويبذل، ورجل الإعلام يكتب ويثقف وينشر بمصداقية وتوازن.

 الأمن غاية الجميع، والسلامة هدف الجميع، ولن يتم ذلك على وجهه إلا بالتعاون بين كل فئات المجتمع وطبقاته في رفع مستوى الوعي وتنمية الحس الأمني، وحفز الهمم من أجل بناء جسورٍ من التعاون والثقة بين فئات المجتمع.

ومهما بذل من جهد للعناية بالطرق وسلامة المركبات، فإن قائدي وركاب المركبات يشكلون عنصراً مهماً في تحقيق السلامة المرجوة كما يؤكد ذلك د. محمد سليمان الوهيد، في بحث قيم، وذلك من خلال التعامل الصحيح مع المركبة، والاستخدام الأمثل للطرق وفق أنظمة وقوانين المرور.

لكن الكثير من المعوقات ذات المنشأ الاجتماعي تبرز من خلال القيم الاجتماعية المؤثرة في سلوك الأفراد والمؤدية لحوادث المرور.

ولا بد من تضافر الجهود من قبل المؤسسات المجتمعية المختلفة لتنشئة أفراد المجتمع وتربيتهم على الالتزام بها (المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية، فضلاً عن دور الأسرة ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة)، وذلك لتنمية الوعي لديهم تجاه مفهوم (سلامة الفرد جزء من سلامة المجتمع )، وإدراك مفهوم (أن النظام المروري لسلامتك وليس لمضايقتك).

   شريعتنا الغراء فيها من التعاليم ما يكفل تلك السلامة على الطريق، وحسبنا هنا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَات))، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ: ‏‏((إِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ))، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((غَضُّ الْبَصَرِ، ‏وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ)). ‏هذه الحقوق ليست من باب الحصر، وإنما هي من أهمها. والمتتبع لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الموضوع يجد النصوص متواترة على وجوب كف الأذى وإزالته عن طريق المارة، وهذا الهدي النبوي يقرر شعبة من شعب الإيمان، ولا فرق في أن يكون الأذى حسياً أو معنوياً فإزالته واجبة وصدقه من الصدقات، كما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له دوره في بث الوعي بالسلامة على الطريق، والإنكار على منتهكي حق سالكيه.

 انتهاك حق الطريق في عصرنا تراه في السائق الذي يتلاعب بالسيارة، وينتقل من مسار إلى آخر بشكل متهور أو يتوقف في وسط الطريق؛ ليتحدث مع سيارة أخرى، أو ليضايق سيارة معينة، وهو ما يلحق الضرر بالآخرين أكثر من المتسببين بالضرر أنفسهم، فالطريق يطالب بحقه الطبيعي، والناس تطالب بحماية حقها الطبيعي في القيادة بأمان وهدوء ومتعة؟ فهل نستجيب؟

إن الإسلام يدعم كل ما من شأنه أن يكفل السلامة للمجتمع، من إجراءات أو أنظمة، ويكفي أن الإسلام أعلن على لسان رسوله أن السلامة هي عنصر أصيل في مفهوم المسلم الحق، فعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ قَالَ: (مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ) رواه البخاري.

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable
سلمان بن أحمد العيد الحفاظ على التراث الثقافي السعودي في عصر العولمة
زاوية رئيس التحرير : سلمان بن أحمد العيد

يوسف أحمد الحسن

بقلم / مبارك بن عوض الدوسري

بقلم / د. محمد إياد العكاري

بقلم : سامي بن حمد الشامي

يوسف الذكرالله

يوسف أحمد الحسن

الأمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد بن جلوي آل سعود

بقلم : العميد الفني م. عبدالرزاق بن عبوش الزهراني

يوسف أحمد الحسن

التغريدات