• 04:09:21am

أحدث الموضوعات

أوروبا تتعالج بكرة القدم!

تعليقات : 0

أصداء الخليج

تركي الدخيل

في ملعب ستامفوردبريدج بلندن التقى الخصمان تشيلسي وأرسنال، «البلوز»، و «المدفعجية». فوز تشيلسي على أرسنال أشعل الملعب. أعادني هذا الفوز إلى القيمة التي تحملها كرة القدم الأوروبية. ذلك أنها تحمل في كل مباراة مضامينها.

نعثر على الصراع بين ريال مدريد وبرشلونة، والذي يعززه امتداد سياسي بين هيمنة مدريد التي حكمت برشلونة والنزعة الانفصالية الكتلونية تجاه الحكم الإسباني، لهذا تكون المباريات نارية بينهما.

كذلك الحال في مباريات المنتخبات في بطولة أمم أوروبا والتي يشتعل فيها كل الإرث التاريخي، وتكون المباريات أشبه بالحروب، وأضرب مثلا بمباراة هولندا وألمانيا في صيف عام 1988، عندما هزم الهولنديون الألمان 2-1 في المباراة ما قبل النهائية للبطولة الأوروبية حيث خرج تسعة ملايين هولندي أي 60% من الشعب للاحتفال بالشوارع، ووصف بأكبر تجمع جماهيري منذ التحرير.

حينها قال أحد المقاومين لإحدى القنوات: «لقد بدا وكأننا فزنا في الحرب»!

يعلق على هذه الحادثة سايمون كوبر في كتابه: «الكرة ضد العدو»، في فصل بعنوان: «كرة القدم حرب»، قائلا: «لقد كان الألمان هم الشر، والهولنديون هم الخير». هكذا تكون تلك اللعبة محفزة على تجييش الصراع واستذكار الحروب، وعودة المشاعر القومية والوطنية في أوروبا تحديدا، وقل مثل ذلك في أمريكا اللاتينية، هناك حرب وصراع ومعركة، لكنها ليست بالدم والسلاح كما كان الحال في زمن الحروب الأهلية أو الحربين العالميتين، بل تنتهي حدودها بالملعب، أو بشغب يضبط أمنيا وسرعان ما ينتهي، وتكون الشتائم والأفراح في البيوت، وهذا أمر طبيعي.

بعد حربين عالميتين قتل فيهما 100 مليون إنسان، تنهي أوروبا ذاكرة الحرب، ولا تحضر إلا بكرة القدم، في المباريات والبطولات، هذا إنجاز كبير، نحن مازلنا نتحدث عن ثارات قبلية عمرها خمسة قرون، وعن ثارات دينية بين السنة والشيعة عمرها أربعة عشر قرنا.

لقد عالجت كرة القدم أدواء أوروبا، فهل عالجتنا نحن؟!

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable
سلمان بن أحمد العيد الحفاظ على التراث الثقافي السعودي في عصر العولمة
زاوية رئيس التحرير : سلمان بن أحمد العيد

التغريدات