
تركي الدخيل
غطت القنوات العالمية والصحف الدولية حدث افتتاح جوهرة جدة «مدينة الملك عبدالله الرياضية». حدث ضخم بدا فيه التماسك بين القيادة والشعب. حاول البعض الاصطياد، لكن لحسن الحظ لا ماء عكر لدينا. أحببنا هذا البلد ونفديه بكل ما نملك. حضر ولي العهد الأمير سلمان، وولي ولي العهد الأمير مقرن، ومن ثم يتوّج الحفل بدخول مهيب تاريخي للملك عبدالله. لو تأملنا هذا الحدث سنصل إلى نتيجة مفادها: انتهى زمن التآمر، وولى الربيع العربي إلى غير رجعة، وماتت نظريات التفكيك والتفتيت والتقسيم! أخطأ حتى عباقرة التحليل العالمي في صحف غربية تنبأوا باضطرابات في البحرين والسعودية والإمارات والكويت، شرعت السفينة في الإبحار وتركت للآخرين مصائرهم، وعلى الكل أن ينجو بنفسه.
للتغيير معنى مختلف عند عبدالله بن عبدالعزيز، من وجوهه ضخ الأموال لتدعيم حركة التنمية والاقتصاد، وابتعاث نحو مئة وخمسين ألف طالب وطالبة للدراسة في شرق العالم وغربه، وتقديم تحفة رياضية للشباب متمثلة في جوهرة الملاعب. التغيير النافع يأتي على أرجل الحمام، لا على المجنزرات والدبابات.
أعتقد أن افتتاح ملعب الجوهرة المشعة ليس حدثا رياضيا كما يبدو للوهلة الأولى، بل إعلان رسو السفن التي لم تؤثر على إبحارها الأمواج يمينا وشمالا، إعلان لنهاية ما سمي بالربيع العربي، وبدء مرحلة جديدة من التنمية والاستقرار والسلام الاجتماعي.
انتهت الخطابات «الناشطة» المستهلكة، وأحب الناس مليكهم، وعاد من تحمس يوما إلى رشده، وجدوا أن ما هم فيه جنة لأنهم عرفوا نتائج الحراك الأهوج في البلدان المجاورة، افتتاح الجوهرة هو إعلان حقيقي لمرحلة كبرى تدخلها المملكة في هذا الزمن العصيب.