ياسر مدخلي لـ “أصداء الخليج” لا قيمة لأي فن في المسرح إن لم يضف جمالاً بل إن الفنون إن لم تنسجم شوهت المسرح وقدمته بشعاً
تعليقات : 0
أصداء الخليج
حوار : نوره محمد بابعير :
أستوقفتني المسارح بل المقاعد و شخوصها التي تسعى في تحقيق إتقانها بالصورة المتكاملة و المعنى المرغوبة سواءً كانت للعين أو للسمع فهي تصنع في ذواتنا شيئًا يميزنا حينما تعكس ميزتها علينا .
ياسر يحيى مدخلي تألق في مجال الفنون وتعددها أثبت حضوره في احترافية الكتابة في التأليف و المسرح أصبح كاتب وباحث و مدرب مسرح ، مؤسس رئيس في إدارة جمعية مسرح كيف التعاونية و مؤسس و عضو مجلس إدارة الجمعية المهنية للمسرح والفنون الادائية وجائزة الشارقة للتأليف المسرحي (المركز الأول )2018 و (المركز الثالث) 2022 وجائزة المسرح والفنون الادائية ( المركز الثاني ) 2021 و مدير الكتابة بشركة صلة، شخصية متميزة بسيرتها العطرة تشهد لها الإنجازات المحفورة في ذاكرة التاريخ وفي أثر المسارح .
السيرة أقدام سائرة …
التحول الأول يُجلب التحولات الأخرى ، ما الذي جعلك تختار المسرح ! هل فعلًا أحدث لك نقطة تحول في حياتك ؟
كانت المدرسة كما هو حال الكثيرين لكنني علقت بطريقة جعلت من المسرح ممارسة يومية قراءة وكتابة أو إدارة وإخراج.. هذا ما جعلني اليوم مرتبط بالمسرح أكثر من غيره من الفنون التي أمارسها كالرسم والشعر والنحت.
الحياة أكبر مسرحية للإنسان ، ما هي مسرحية ياسر مدخلي ؟
مسرحيتي التي أعيشها هي حياتي مع عائلتي والعالم من حولي، وأظن أن المسرح يكتبني هنا بحكم ارتباطي به.
يحتاج الإنسان أن يتناقل في تجاربه حتى يدرك حاجته منها ، تعدّدت في تجاربك بين مناصب عدة وبين سكرتارية ومدرسًا في اللغة العربية و ماجستير في الخدمة الاجتماعية ودبلوم في دراسات عليا ، كيف أثرت كل هذه التجارب على ياسر مدخلي ؟
هذه التجارب والتنقلات جعلتني أشاهد الحياة من زوايا مختلفة، وساهمت في احتكاكي بخبرات ودفعتني إلى ورطات عديدة، وكان المسرح ملاذا أصنع فيه ما تكون في شخصيتي المتجددة.
فكان لكل موقف وضعتني فيه الحياة دور مؤثر في صناعتي لهذا المسرح الذي أقوم به.
التأسيس قرار ، أصبحت مؤسس ” مسرح كيف ” كيف كانت بدايتك مع هذا القرار ؟ وما مدى تحقيقك في هذا المسرح ؟
الفشل، نعم الفشل كان الخطوات الأولى في فرق متعددة ومشاريع مرت كمحاولات لتأسيس طريقة جديدة، ولكن لأن القرار كان حاضرا تحقق وأصبح لدينا مسرح كيف كأول جمعية تعاونية في القطاع الثقافي ولها امتداد في المسرح وتطلعات نعمل عليها اليوم سيكون لها شأنا كبيرا في المستقبل.
مسرحية ذات الستائر المغلقة …
بين كاتب و مخرج و مسرحي ، كيف كانت أول كتابة لك في إعمالك للمسرحية وكيف أول إخراج لك ؟ أيهما أصعب ؟
كانت التجربة الأولى كاتب ومخرج وممثل، في المدرسة وكانت تجربة عفوية حصلت من خلالها على شهادة من الأستاذ الكبير عبدالرازق العاوي رحمه الله وسعادة المستشار الدكتور عدنان الزهراني وانطلقت بخطوات تتسع إلى الجامعة ثم إلى الفرق الخاصة.
أعمالك المسرحية ككاتب أيهما الأقرب لك وهل لها تأثيرات عليك ؟
جميعها قريبة بالطبع ولكن لكل منها نكهة خاصة فالبداية المهمة كانت مع عزف اليمام والانطلاق خارج الحدود كان مع الانتصار أو الموت أو كلاهما، ولمسرحية أسطورة المقام رونق خاص بالتأكيد.
أنت أول من ألف كتابًا إلكترونيا في المسرح السعودي ( أزمة المسرح السعودي ) هل كانت محاولة أنتباه في مجال المسارح ، كيف كان طرحها هل أدت غرضها بالشكل الكافي ؟
كان ببساطة دفتر ملاحظات أرصد فيه نظرتي باتجاه المسرح السعودي وبعد سنوات من التسجيل فيه قررت إعادة صياغته لنشره في وقت كان الزملاء السعوديون بالتحديد والعرب عموما لا يجدون في المسرح السعودي كتابا يعينهم على تكوين رأي نحو مسرحنا. وتفاجأت بعد نشره بأنه الأول من نوعه وأراه اليوم أحد المراجع التي يستفيد منها الباحثين برغم بساطة وتواضع أدواتي إبان نشره.
مبدع على خشبت المسرح …
كل مهنة لها مسارها وكل مسار له احتياجاته ، ماذا تحتاج المسارح حتى تنجح ، كاتب أو ممثل أو مخرج ؟
تحتاج مسارح أولا، نحتاج لأماكن من خلالها يجتمع الكوادر بكل فنونهم كتابا ومخرجين وممثلين وإداريين… هذا مانحتاجه الآن من وجهة نظري على الأقل.
لكل فنون أوصافها ، أوصف فنون المسارح ؟
إنها أدوات كلما تكاملت كلما نجحت في صناعة الدهشة، وكلما انسجمت قدمت لنا وجبة دسمة من الجمال لذلك لا قيمة لأي فن في المسرح إن لم يضف جمالا بل إن الفنون إن لم تنسجم شوهت المسرح وقدمته بشعا.
أصبحت المسارح ذات صدى عال اهتمت وزارة الثقافة بفنون المسارح ،تحدث عن هذا المجال والتوسع وكيف كان دور الثقافة في هذا النجاح الباهر ؟
المسرح اليوم جزء من الثقافة والترفيه والسياحة وكل هذه الجهات الرئيسة تشترك معها جهات أخرى لذلك يحتاج المسرح على تظافر الجهور وتلاحم هذه الجهات كما فعلت وزارة الثقافة بتوقيعها مع الهيئة العامة للترفيه مذكرة تفاهم للتعاون بينهما وهذا يدعم بقوة المسرح وبقية المجالات التي ننتظرها فاعلة في الحياة الاجتماعية اليومية.
النصيحة إذا ما فادتك تفيد غيرك، من خلال أعمالك و انغماسك في تجاربك الكتابية أو كمخرج لمسارح ماذا تنصح الأشخاص الذين يميلون إلى هذا المجال ؟
الإخلاص للعمل، ربما تكون الشهرة والمال كمغريات من آفات هذا المجال لذلك يتهاون الكثير في خدمة إبداعه وتطوير مهاراته وهذا التكاسل يصيب الكثيرين وعلينا أن نكافحه.