في حالات حرائق الغابات، تركز السلطات الصحية المختصة على توفير العلاج لمشكلات الجهاز التنفسي وبعض الوظائف الحيوية للجسم جراء التعرض للنيران أو استنشاق الدخان، ولكن دراسة جديدة أجريت في الولايات المتحدة أثبتت أن هذه النوعية من الحرائق لها تأثير آخر يكاد يكون غير مرئي، ألا وهو الصحة العقلية.

تبين من الدراسة التي أجريت في جامعة واشنطن الأمريكية ونشرتها الدورية العلمية Jama Network Open زيادة عدد الوصفات الطبية التي تتضمن أدوية لعلاج الاكتئاب والتوتر واضطراب الحالة المزاجية خلال فترات تصل إلى ستة أسابيع بعد وقوع حرائق الغابات. واعتمدت الدراسة على سجلات الوصفات الطبية التي أعقبت 25 حريق غابات وقعت في ولاية كاليفورنيا الأمريكية خلال الفترة مابين أعوام 2011 حتى 2018.

وذكرت الدراسة أن كاليفورنا “تعرضت لعدد ملموس من حرائق الغابات خلال الفترة من 2011 حتى 2018، وأصبح من المهم بشكل متزايد دراسة تأثير هذه الحرائق على الصحة العقلية للأشخاص الذين تعرضوا لمثل هذه التجارب”.

وأوضح الباحثون أن الأشخاص الذين تعرضوا لمخاطر حرائق الغابات مما استلزم إجلاءهم من أماكن إقامتهم أو الأشخاص الذين فقدوا كل أو بعض ممتلكاتهم خلال هذه الحرائق ظهرت عليهم أعراض اضطراب النوم، وتراجع الشعور بالأمان على نحو يؤثر على صحتهم العقلية، بالإضافة إلى مشكلات نفسية أكبر مثل اضطراب توتر ما بعد الصدمة والاكتئاب والتوتر والحزن المرضي.

ويقول رئيس فريق الدراسة زاك ويتستاين اخصائي طب الطوارئ بجامعة واشنطن في تصريحات للموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية: “عندما تحدث موجات الدخان والحرارة الشديدة جراء حرائق الغابات، يتوافد على المستشفيات أعداد غفيرة من الأشخاص الذين يشكون من حالات مرضية مختلفة، كما يتردد علينا أشخاص يعانون من التوتر والقلق جراء التعرض للدخان فضلا عن أشخاص يشكون من مشكلات أفدح بسبب التعرض للنيران أثناء إجلائهم أو من فقدوا بعض ذويهم أو ممتلكاتهم في الحرائق”.

وأوصت الدراسة بضرورة توفير خدمات رعاية طبية للمشكلات العقلية وبرامج دعم قبل وبعد وأثناء نشوب حرائق الغابات، وإتاحة إمكانيات التدخل الطبي لتقليل آثار وتداعيات هذه المشكلة قدر المستطاع مع توفير الموارد اللازمة للمستشفيات لاسيما في مواسم اندلاع حرائق الغابات.