يتابع العالم منذ الأثنين ما قبل الماضي الموافق 1 ابريل منذ تنفيذ اسرائيل هجومها على القنصلية الايرانية في دمشق ، وما تلى ذلك من الحشدٍ الإعلامي المحمومٍ سواءً في النشرات الإخبارية أو من خلال ما تعحُّ به وسائل التواصل عن تبادل الهجمات بين دولة الكيان الصهيوني ونظام الملالي في طهران بحيث يرى البعبأن إمعاناً في تمرير خداعٍ وتضليلٍ ممنهجٍ لتصويرهما وكأنهما كعدوين لدودين ، بينما الواقع غير ذلك ، انطلاقاً من معطياتٌ وشواهدٌ تعطي انطباعاً لا يشوبه التشكيك بأن ما حدث مسرحية هزلية لم تنتهِ فصولها بعد .

حتى وإن هلك من هلك من قادة ما يسمى زوراً وبهتاناً فيلق القدس والذي أطلقت عليه – فيلق الفُرْس – أما القدس فمثل هذا المصطلح يستخدم ( للتقيَّةِ ) كما هو الحال في توظيف أسماء ذات سمةٍ قدسيَّةٍ وروحانيةٍ لدى المسلمين كمسمّى فيلق بدر ، أو حزب الله أو أنصار الله وهم أبعد ما يكون .

وأكاد أجزم بأن الهجوم على القنصلية الايرانية لم يكن مفاجئاً للطغمة الحاكمة في طهران ، فمنذ ذلك الهجوم ونحن نتابع التهديد والوعيد والزمجرة الإيرانية والتي رددها وكلاؤها في المنطقة وعبر قنوات محسوبةٍ على الإعلام العربي النزيه بينما هي قنوات تعمل وفق إيدولوجيةٍ محددةٍ غايتها منذ تأسيسها تصوير طهران بأنها العدو الأكبر لإسرائيل ومن ورائها أميركا ، بينما حقيقة الأمر عكس ذلك تماماً ، ورغم ما أطلقته طهران من تهديداتٍ شنّانةٍ رنّانةٍ بأنها ستنتقم شرّ انتقام فقد تابع العالم ما أسفرت عنه تلك “البروباقاندا” المكشوفة من التهديدات الخرقاء والتي لم ينتج عنها حتى سقوط جريحٍ اسرائيليٍ واحدٍ فضلاً عن سقوط قتلى أو تدمير منشآتٍ ومواقع حيوبةٍ داخل العمق الإسرائيلي بل سقطت تلك الصواريخ ” الفشنق” في أراضٍ عربيةٍ لم تتجاوزها الى إسرائيل ، ثم هاهي اسرائيل تتوعد بالرد لولا وساطة مخرج المسرحية ( جو بايدن ) في مهاتفته لرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي ممّا يعني بأن السيناريو مستمرٌ .

وللتدليل على أن شهر العسل بين اسرائيل وإيران قائمٌ و قد يستمر لعقودٍ الله وحده العالم كيف ومتى تنتهي حتى وإن تخللتها بين الحين والآخر مناوشاتٌ إعلاميةٌ وفرقعاتٌ عبثيةٌ كما حدث في الهجومين المتبادلين هذا الشهر ، وحتى وإن هلك بعض الإيرانيين وأتباعهم – دون الصهاينة طبعاً – فطهران لا تعير اهتماماً لمن يهلك في سبيل استمرار التناغم بينها وبين اسرائيل وبمتابعةٍ وعنايةٍ من أمريكا لتنفيذ مآربهم المغلَّفة بالحقد الدفين على العرب والمسلمين وتحديداً على منطقة الخليج لا سيّما بعدما غضَّ الغربُ الطرفَ عن عربدة إيران واطلاق يدها في بعض البلدان العربية وأوجدت لها وكلاءً في تلك البلدان لتنفيذ أجندتها ومخططاتها مما لم يعد خافياً على الجميع .

– وبالتالي فلم يعد مجالاً للريبة أن كلا الطرفين بينهما علاقةٌ حميميةٌ قد لا يعلمُ تفاصيلها الكثيرون .

*واستشهد في هذا السياق بما سبق أن نشرته جريدة النهار في 3 أغسطس عام 2013 نقلاً عن صحيفة ” يدوعوت أحرنوت الاسرائيلية سأورد مقتطفاتٍ من تقرير الصحيفة الإسرائيلية حيث جاء فيه :

▪️- ان أكثر من ( 30 ) مليار دولار هو حجم الإستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية رغم الإعلان الرسمي عن عداواتٍ متبادلةٍ .

▪️-أنه يوجد ( 200 )شركة إسرائيلية على الأقل تقيم علاقاتٍ تجاريةً مع إيران ، وأغلبها شركاتٌ نفطيةٌ تستثمر في مجال الطاقة داخل إيران .

▪️- تجاوز عدد يهود إيران في إسرائيل على (200,000) يهودي يتلقون تعليماتهم من مرجعهم في إيران الحاخام الأكبر يديديا شوفط ، المقرَّب من حكام إيران ، وهؤلاء اليهود لهم نفوذٌ واسعٌ في إسرائيل ، في التجارة والأعمال والمقاولات العامة والسياسة ونفوذٌ كبيرٌ في قيادة جيش اسرائيل .

▪️- حلقة الوصل بين إيران وبين حاخامات اليهود داخل إسرائيل ، هو حاخام إيراني يدعى أوريل داويدي سال .
– ⁠

▪️- كبار حاخامات اليهود في إسرائيل هم إيرانيون من أصفهان ، ولهم نفوذٌ واسعٌ داخل المؤسسات الدينية والعسكرية ويرتبطون بإيران عبر حاخام معبد أصفهان .

▪️-كنائس اليهود في طهران وحدها تجاوزت ( 300 ) معبد يهودي بينما أهل السنة في طهران عددهم 25 مليون ، وليس لهم مسجدٌ واحدٌ في العاصمة طهران .

▪️-وزيرالدفاع الإسرائيلي الأسبق “شاؤول موفاز” إيراني من يهود أصفهان وكان من أشدِّ المعارضين داخل الجيش الإسرائيلي آنذاك لتوجيه أية ضربةٍ لمفاعلات إيران النووية .

▪️-الرئيس الإسرائيلي السابق “موشيه كاتساف” إيراني من يهود أصفهان وكانت تربطه علاقاتٌ وديةٌ وحميمية مع أحمد نجاد والخامنئي وقادة الحرس الثوري لكونه كما تقدم ينحدر من يهود إيران .

▪️-فهل بقي أدنى شكٍ على عدم وجود أيّ عداءٍ بين اسرائيل وإيران ؟؟ وأن ما يحدث ليس سوى لذرّ الرماد في العيون عمّا يدار في الخفاء وعن الغايات من تصوير الأمور بغير ما يراد بالمنطقة وشعوبها ..